ملخص : وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعرّف نقص الخصوبة عند الزوجين بأنه غياب الحمل بعد 12 شهرًا على الأقل من الجماع المنتظم وغير المحمي. بناءً على هذا التعريف، يصيب نقص الخصوبة ما بين 15٪ إلى 25٪ من الأزواج في جميع أنحاء العالم. في نصف الحالات على الأقل، يكون نقص الخصوبة من أصل ذكوري منعزل أو مختلط. تعتبر تقنية المساعدة على الإنجاب في المقام الأول ملطفة إذ أن ما يقرب من نصف الأزواج الذين يلجؤون إليها بسبب نقص الخصوبة يفشلون في تحقيق الحمل. في هذا السياق، يعد تحديد أسباب نقص الخصوبة ضروريا من أجل تحسين العلاج المتاح حاليًا وزيادة فرص اعتماد أفضل مسار علاجي للمرضى. بالرغم من أن كثير من الحالات تبقى بدون تفسير لحد الآن، إلا أن العديد من الأسباب قد تم تحديدها وهي مقسمة إلى ثلاث فئات:

  • الأسباب المسماة "ما قبل الخصية" وتضم الآفات العضوية المكتسبة لمنطقة تحت المهاد أو الغدة النخامية وكذا القصور الوظيفي أو الخلقي في موجه الغدد التناسلية.
  • أسباب أولية مرتبطة بالخصية، التي تكون غالبا مرتبطة بقصور الغدد التناسلية المقرون بفرط موجهها وهي تضم أسباب وراثية كشدود الصبغيات وخصوصا متلازمة كلاينفيلتر وحذف المنطقة AZF بالصبغي Y. بالإضافة إلى الطفرات الجينية التي تؤدي إلى انخفاض إنتاج الحيوانات المنوية أو تلك المسؤولة عن التشوهات في شكل الحيوانات المنوية أو وظيفتها. هناك أسباب غير وراثية مثل التواء العنيق المنوي، فيروس النكاف، دوالي الخصية، الخصية الخفية، علاجات السرطان، الكحول، التبغ والمخدرات.
  • الأسباب المسماة "ما بعد الخصية" وتضم خصوصا تعفنات والتهابات الجهاز التناسلي، القذف الرجعي والغياب الثنائي للأسهر.

الكلمات المفتاحية: نقص الخصوبة، ذكر، أسباب

Summary

According to the World Health Organization, marital infertility is defined as the absence of pregnancy after at least 12 months of regular, unprotected sexual intercourse. According to this definition, infertility affects 15 to 25% of couples worldwide. In at least half of the cases, the infertility is of isolated or mixed male origin. Assisted reproductive technology is primarily palliative because about half of couples who use it due to infertility fail to achieve pregnancy. In this context, identifying the causes of infertility is essential in order to improve currently available treatments and increase the chances of adopting the best treatment for patients. Although many cases remain unexplained to this day, many causes have been identified and they fall into three categories:

- The so-called "pre-testicular" causes: include acquired organic lesions of the hypothalamus or pituitary gland, as well as functional or congenital hypogonadotropic hypogonadism.

- Primary causes related to the testicles, which are often linked to hypergonadotropic hypogonadism, and they include genetic causes such as chromosomal abnormalities, in particular Klinefelter syndrome, and micro deletion of the AZF region of the Y chromosome. Genetic mutations that lead to decreased sperm production or are responsible for abnormalities in sperm morphology or function. There are also non-genetic causes such as spermatic cord torsion, mumps virus, varicocele, cryptorchidism, cancer treatments, alcohol, tobacco and drugs.

- The so-called “post-testicular” causes: include in particular infections of the genital tract, retrograde ejaculation and bilateral absence of the vas deferens.

مقدمة

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعرّف نقص الخصوبة بأنه غياب الحمل بعد 12 شهرًا على الأقل من الجماع المنتظم وغير المحمي. بناءً على هذا التعريف، يصيب نقص الخصوبة ما بين 15٪ إلى 25٪ من الأزواج في جميع أنحاء العالم [1]. نتحدث عن العقم عندما يكون أمل حدوث الحمل منعدما. إنها مشاكل صحة عامة حقيقية في الوقت الحاضر بسبب انتشارها والصعوبات الكامنة في إدارتها وتداعياتها النفسية والاجتماعية. في الواقع، إنها حالة لها تداعيات معقدة للغاية على الفرد والمجتمع والأسرة، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة الزوجية، خاصة في سياقنا، حيث يكون الإنجاب أحد الأهداف الرئيسية للزواج، ويكون عدم الإنجاب أحد الأسباب الرئيسية للطلاق في المغرب، على الرغم من التقدم الأخير في رعاية الأزواج المصابين بنقص الخصوبة. في نصف الحالات على الأقل، يكون نقص الخصوبة عند الزوجين من أصل ذكوري منعزل أو مختلط. حاليا، ينتج الرجل حيوانات منوية أقل بمرتين من نظيره منذ 50 عامًا (انخفاض بنسبة 2٪ سنويًا) [2]. ربما تظل هذه النسبة أقل من قيمتها الحقيقية بسبب نقص في التشخيص على الرغم من سهولة الوصول إلى مخطط الحيوانات المنوية الذي يعتبر حجر الزاوية في استكشاف نقص الخصوبة عند الذكور. لكن من المفارقات في مجتمعنا، أننا ما زلنا نعزو عقم الزوجين إلى المرأة. عندما يفشل الزوجان في الإنجاب، فإن المرأة هي التي تخضع لمعظم الفحوصات أولاً، وفي بعض الأحيان بدون أن يتم تقييم شريكها. إن تقنية المساعدة على الإنجاب هي في المقام الأول ملطفة، يبدل فيها القليل من الجهد لفهم ومعالجة الاختلالات المسؤولة عن عقم الأزواج. على الرغم من نجاحاتها، ما يقرب من نصف الأزواج الذين يلجؤون إليها بسبب نقص الخصوبة يفشلون في تحقيق الحمل. غالبًا ما تنتج هذه الإخفاقات عن خلل في تكوين الحيوانات المنوية مما ينتج حيوانات منوية غير متوافقة مع الإخصاب و/أو التطور الجنيني. في هذا السياق، يسعى العلماء إلى تحديد حصة مسؤولية التغيرات الديموغرافية ونمط الحياة والعوامل البيئية وخاصة الوراثة لفهم تكوين الحيوانات المنوية بشكل أفضل وتحسين العلاج المتاح حاليًا وزيادة فرص تبني أفضل مسار علاجي للمرضى المتضررين. يمكن تقسيم الأسباب الرئيسية لنقص الخصوبة عند الذكور إلى ثلاث فئات حسب مكان الخلل في الجسم:

الأسباب المسماة "ما قبل الخصية":

وهو عبارة عن قصور الغدد التناسلية بسبب خفض موجهها والذي يمثل جزءًا صغيرًا فقط من حالات نقص الخصوبة عند الذكور (حوالي 2٪). يتميز بوجود عجز أولي أو ثانوي في هرمونات الغدد التناسلية النخامية LH و FSH مما يمنع أو يقطع تنشيط الخصية ويؤدي إلى خلل في تكوين الحيوانات المنوية يرتبط بانخفاض في إنتاج هرمون التستوستيرون مما يؤدي سريريًا إلى ضمور الخصية وقلة شعر اللحية والتثدي، وانخفاض الرغبة والنشاط الجنسي [3]. وضمن هاته الأسباب نميز:

1. الآفات العضوية المكتسبة لمنطقة تحت المهاد أو الغدة النخامية:

من بين الأسباب، لدينا أورام تحت المهاد، أورام الغدة النخامية (السبب الأكثر شيوعًا هو الورم الحميد المفرز للبرولاكتين)، وارتشاح تحت المهاد والغدة النخامية بسبب اللوكيميا أو داء ترسب الأصبغة الدموية، والتعفن المرتبط باستسقاء الرأس أو الالتهاب المرتبط بمرض جهازي (الساركويد) والعلاج الإشعاعي لمنطقة الغدة النخامية. تسبب هذه الأسباب عمومًا إفرازًا غير كافٍ لجميع هرمونات الغدة النخامية. يتطلب تشخيصه تصوير المنطقة بالرنين المغناطيسي [4].

2. القصور الوظيفي لموجه الغدد التناسلية

تتميز بتثبيط إفراز الهرمونات الموجهة للغدد التناسلية بسبب فقدان الشهية العصبي أو تضخم الغدة الكظرية الخلقي. كما يمكن أن يكون له أيضًا سبب دوائي مثل مضادات الذهان التي لها تأثير فرط برولاكتين الدم أو إمداد خارجي من الأندروجين، مثل تعاطي المنشطات [5].

3. القصور الخلقي في موجه الغدد التناسلية

وهو عيب خلقي في إنتاج أو إفراز أو عمل هرمون GnRH. قد يكون بسبب طفرات في عدة جينات. غالبًا ما يتميز بخلل في تطور الجنين مثل الخصية الخفية أو صغر القضيب، وغالبًا ما يرتبط بغياب البلوغ. ومع ذلك، في الأشكال الجزئية للمرض، يتأخر البلوغ أو يكون غير مكتمل (يبدأ ثم يتوقف) ويرتبط بنقص الخصوبة [6]. يمكن للقصور الخلقي لموجه الغدد التناسلية أن يكون معزولا أو مقرونا مع نقص في هرمونات الغدة النخامية الأخرى. ولكن عند حوالي نصف المرضى، يرتبط بفقدان حاسة الشم أو نقص الشم المرتبط بنقص تنسج و/أو عدم تنسج البصلة الشمية و هو ما يطلق عليه "متلازمة كالمان". تنتج هذه المتلازمة عن شذوذ جنيني في هجرة الخلايا العصبية GnRH من أصلها في اللوح الشمي [7].

أسباب أولية مرتبطة بالخصية :

تتعلق باضطراب أساسي في مسار تكوين الحيوانات المنوية. تقع العملية المرضية في هذه الحالات على مستوى الخصية نفسها، ويمكن أن تؤثر على جودة و/أو كمية الحيوانات المنوية مع فقد النطاف غير الانسدادي الذي يمثل حوالي 60٪ من فقد النطاف ويصيب 0.5٪ من الرجال في عموم السكان. في هذه الفئة، نجد حالات مع قصور الغدد التناسلية المقرون بفرط موجهها، حيث تظهر زيادة في مستوى هرمون FSH وانخفاض مستوى الإنهيبين ب [1]. في هاته الفئة، نميز:

1. أسباب وراثية:

أ. شذوذ الصبغيات:

وتوجد عند 7٪ من الرجال المصابين بنقص الخصوبة. لوحظ أن تواتر تشوهات النمط النووي يتناسب عكسياً مع عدد الحيوانات المنوية؛ 20٪ في حالة فقد النطاف، 5٪ في حالة قلة النطاف وأقل من 1٪ في حالة النطاف الطبيعي [8].

  • متلازمة كلاينفيلتر

معدل حدوثها هو 1 من كل 500 ولادة ذكور، وبالتالي فهو الشذوذ الصبغي الأكثر شيوعًا في الجنس الذكري. إنه السبب الجيني الأكثر شيوعًا للعقم ويمثل أكثر من 70 ٪ من تشوهات الصبغيات التي لوحظت عند الرجال المصابين بنقص الخصوبة. غالبًا ما يتم تشخيصه متأخرًا في مرحلة العقم. تسود الأنماط النووية من النوع ( 47,XXY) إلى حد كبير. يتم تشخيص صيغ الفسيفساء في حوالي 10٪ من الحالات وعادة ما تتعلق بالأشكال السريرية الأكثر اعتدالًا [9].

  • متلازمة يعقوب (47,XYY): تواترها حوالي 1 في 1000 ولادة للأولاد. حتى لو كان معظم هؤلاء الرجال لديهم القدرة على الإنجاب، فإن هذه المتلازمة المسبب الثاني ضمن اضطرابات الصبغيات التناسلية بعد متلازمة كلاينفلتر [10].
  • خلل تكوين الغدد التناسلية المختلط (فسيفساء 45X/46XY) [11].
  • الإختلالات البنيوية المتوازنة للصبغيات: هي أكثر شيوعًا بين الرجال المصابين بنقص الخصوبة بعشر مرات مقارنة بالرجال في عموم السكان. تم العثور عليها في أكثر من 1.5 ٪ من المرضى الذين يعانون من فقد النطاف غير الانسدادي وتتسبب أيضا في تكرار الإجهاض التلقائي المبكر. نجد التبادل المتوازن، انتقالات روبرتسون وانقلابات الصبغيات [12]. عندما لا تمنع الحمل إلى نهايته، فإنها تكون بشكل عام سببًا لاضطرابات النمو العصبي و/أو التشوه الخِلقي [13].
  • الواسمات الصبغية الزائدة الصغيرة [14].
  • إضطرابات التطور الجنسي للخصية أو الرجال ذوي النمط النووي (46,XX) [15].
  • التشوهات الهيكلية للصبغي Y: يتم تفسير نقص الخصوبة من خلال عمليات الحذف الدقيقة متعددة الجينات في مناطق AZF. وتوجد عند 3 إلى 9٪ من الرجال المصابين بنقص الخصوبة. ينبغي تحريه عندما يكون تركيز الحيوانات المنوية أقل من 5 مليون/مل [16].

ب. طفرات الجينات:

إن اكتشاف الجينات المسؤولة عن التغيرات في تكوين الحيوانات المنوية حديث العهد. كان هذا ممكنًا بفضل تطوير تقنية تسلسل الحمض النووي عالية الإنتاجية، خاصةً الإكسوم. نجد من بين هذه الجينات :

  • الطفرات الجينية التي تؤدي إلى انخفاض إنتاج الحيوانات المنوية

نجد في الأساس جين TEX11 ، جين FSHR الذي يرمز لمستقبل هرمون FSH ، جين SRD5A2 الذي يرمز لأنزيم 5α-réductase من النوع الثاني، المسؤول عن تحويل التستوستيرون إلى شكله النشط (dihydrotestosterone)، جين LHCGR الذي يشفر مستقبلات هرمون LH و HCG ، وبعض طفرات جين مستقبلة الأندروجين AR التي تسبب متلازمة النقص الجزئي لحساسية الاندروجين [17].

  • الطفرات في الجينات المسؤولة عن التشوهات في شكل الحيوانات المنوية أو وظيفتها: الأفراد الذين يعانون من مسخ نطاف أحادي الشكل هم أكثر عرضة لأن يكون لديهم سبب وراثي. نجد بشكل أساسي:
  • الطفرات في جين AURKC التي تتسبب في ظهور حيوانات منوية متعددة الأسواط عريضة الرأس (Macrozoospermia).
  • التغييرات في جين DPY19L2 التي تؤدي إلى وجود ما يقرب من 100٪ من الحيوانات المنوية مستديرة الرأس الخالية من الجسيم وغير قادرة على الالتصاق واختراق المنطقة الشفافة للبويضة.
  • طفرات جين SUN5 التي تؤدي إلى فصل بين رأس و سوط الحيوان المنوي.
  • الطفرات في جين DNAH1 التي تسبب تشوهات متعددة في سوط الحيوانات المنوية
  • تؤدي الطفرات في جين TAT1، الذي يشفر ناقل الأنيون الموجود في الجزء الاستوائي من الرأس وفي حلقة الحيوانات المنوية، إلى حدوث ضعف في حركة النطاف.
  • والطفرات في جين PLCZ1 التي تسبب متلازمة فشل تنشيط البويضات [18].
  • الطفرات الجينية المسؤولة عن خلل الحركة الهدبي الأولي: يتشارك سوط الحيوانات المنوية في تكوين محوره مع الأهداب الموجودة على الخلايا الظهارية في الجهاز التنفسي وقناتي فالوب والضفيرة المشيمية والبطينين الدماغيين. خلل الحركة الهدبي الأولي هو اضطراب متعدد الأجهزة ناتج عن عيوب حركية للأهداب والأسواط. تقدر نسبة حدوثه بواحد لكل 15000 ولادة. يتميز بشكل رئيسي بالتهابات الجهاز التنفسي المتكررة مع أعراض تتراوح من التهاب الجيوب الأنفية المزمن إلى توسع القصبات. في 50 ٪ من الحالات، يرتبط بانقلاب الموضع الجانبي للأعضاء بسبب خلل في الهدب المتحرك للعقدة الجنينية البدائية وهو ما يسمى متلازمة كارتاجينر. في حالات نادرة، ينتج استسقاء الرأس عن خلل حركة الأهداب البطانية مما يؤدي إلى انسداد تدفق السائل النخاعي. من بين الجينات المتسببة عند المرضى الذين يعانون من خلل الحركة الهدبية الأولي، تم تورط البعض فقط في ظهور نقص الخصوبة عند الذكور [19].

ت. تَبَدُّلٌ التَّخَلُّقِ المُتَوالي

على الرغم من أنها لا تغير تسلسل الحمض النووي، إلا أن تعديلات التَّخَلُّقِ المُتَوالي يمكن أن تؤثر على التعبير الجيني. يعاني مرضى قلة النطاف من خلل في المثيلة على مستوى الجينات الخاضعة لبصمة الوالدين، وتوجد هذه الحالات الشاذة في مرضى نقص الخصوبة بتردد يمكن أن يصل إلى 30٪ من الأفراد [20]. اقترحت بعض الدراسات تغييرات في التَّخَلُّقِ المُتَوالي بعد التعرض للعوامل البيئية

2. الشيخوخة

أظهرت الدراسات الديموغرافية أن احتمال الإنجاب يتناقص مع زيادة عمر الأب. تحدث معدلات الخصوبة القصوى عندما يبلغ عمر الرجل 30 إلى 34 عامًا ثم تنخفض ببطء مع تقدم العمر. يمكن تفسير هذا الاكتشاف من خلال التغيرات النسيجية في الخصية والتغيرات الهرمونية لمحور تحت المهاد - الغدة النخامية – الخصية [21].

3. الحرارة

يمكن أن يكون ارتفاع حرارة الصفن والخصية ثانويًا للعديد من العوامل البيئية الخارجية: مكان الحياة في مناخ شديد الحرارة، والمهن المعرضة للحرارة. يتسبب في حدوث نقص في عدد وحركة الحيوانات المنوية [22].

4. التواء العنيق المنوي

هو أكثر شيوعًا عند الأطفال حديثي الولادة والمراهقين. وهو مرتبط بتشوه خلقي ناتج عن عدم التصاق القطب السفلي للخصية بالسطح العميق لكيس الصفن، مما يسمح بالدوران حول محور الحبل المنوي. ثم يتم ضغط الشريان المنوي، مما يؤدي إلى نقص تروية الخصية. إنها حالة جراحية طارئة. يجب أن تتم عملية فك الإلتواء في غضون 6 ساعات الأولى لتجنب آفات الخصية التي لا رجعة فيها.

5. فيروس النكاف

لهذا الفيروس قابلية وتفضيل لاستهداف خلايا الغدد، وعلى وجه الخصوص لخلايا لايدج. وهو مسؤول عن التهاب الغدة النكفية. في حالتين من كل 1000 مريض بالنكاف أصيبوا بعد البلوغ، يحدث التهاب الخصية ​​ في المتوسط بعد 4 إلى 10 أيام من التهاب الغدة النكفية. يمكن أن يكون التورم الغدي للفيروس موضعيًا فقط على الخصيتين دون التورط في الغدة النكفية. يترافق مع انخفاض عابر في هرمون التستوستيرون وبالتالي زيادة في FSH و LH. ثم لوحظ تشوه مع نقص في عدد وحركة الحيوانات المنوية. يتم تطبيع هذه العناصر في غالبية الحالات ويحدث نقص الخصوبة فقط في 7 إلى 13٪ منها، عندما تصاب الخصيتين معا [23].

6. المناعة الذاتية الموجهة ضد الحيوانات المنوية

ينتج المرضى أجسامًا مضادة ذاتية مضادة للحيوانات المنوية تتسبب في تكتل الحيوانات المنوية معًا، مما يقلل من حركتها وقدرتها على الإخصاب.

7. دوالي الخصية

هو تمدد الدوالي للضفيرة الوريدية المخروطية الأمامية للخصية مع ارتداد (دوالي داخل كيس الصفن). وهو شذوذ متكرر يوجد في 15٪ من عامة السكان و40٪ من الرجال المصابين بنقص الخصوبة. يؤدي ذلك إلى تشوه في رأس الحيوانات المنوية (تصبح رقيقة) وكذلك إلى قلة النطاف الشديدة، وحتى فقد النطاف [24]. تصيب الدوالي الخصية اليسرى في 95٪ من الحالات. في حالة دوالي الخصية اليمنى، يجب البحث عن غزو الوريد الكلوي بسرطان الكلى [24].

8. الخصية الخفية

إنه عدم نزول إحدى الخصيتين أو كليهما في كيس الصفن مع وجود خصيتين موضعتين في تجويف البطن أو على مستوى القناة الأربية. يحدث عند 2٪ إلى 3٪ من حديثي الولادة، ويوجد بشكل متكرر عند مرضى نقص الخصوبة. يمكن أن يكون ثنائيًا في 30٪ من الحالات.

يمكن أن يتراوح ضعف تكوين الحيوانات المنوية من ضعف متوسط ​​إلى فقد النطاف مع متلازمة "خلايا سيرتولي فقط"، وتبلغ نسبة الإصابة بسرطان الخصية 30٪ لدى البالغين.

يُشتبه بشدة في الأصل الوراثي لأن هجرة الخصية إلى الأسفل تعتمد على عدد معين من الجينات؛ INSL3 (العامل الشبيه بالأنسولين 3) ومستقبله LGR 8 و AMH (الهرمون المضاد للمولر) ومستقبلات النوع الثاني والأندروجين ومستقبلات الاندروجين الخاصة بهم [25].

9. سرطان الخصية

وهو السبب الرئيسي للسرطان لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 عامًا [26]

10. علاجات السرطان

  • تأثير العلاج الإشعاعي على الخصوبة

الخصية هي عضو حساس للغاية للإشعاع على الرغم من تدابير الحماية من الإشعاع. يوجد فقد النطاف للجرعات فوق 50 غراي. يمكن عكسه إذا بقيت الجرعة أقل من 200 غراي. بعد هذا الحد الأخير، تظل الآفات غير قابلة للعكس [27].

  • تأثير العلاج الكيميائي على الخصوبة

يعتبر ضعف الخصوبة بعد علاج السرطان متغير. أكثر الأدوية سمية هي عوامل مؤلكلة، مثل سيسبلاتين. تختلف السمية باختلاف الجرعة الإجمالية المستخدمة وعمر المريض وخصوبته الأولية. يؤدي العلاج الكيميائي إلى اختفاء تدريجي للظهارة المنوية. يحدث تعافي الخصوبة بين 2 و 5 سنوات بعد العلاج. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن 5٪ من المرضى سيبقون يعانون من فقد النطاف بشكل دائم. وهذا يفسر سبب وجوب منح هؤلاء المرضى فرصة الاحتفاظ بحيواناتهم المنوية قبل بدء العلاج [27].

11. الكحول، التبغ والمخدرات [28]

12. التعرضات المهنية

وتشمل هذه المذيبات والمعادن الثقيلة والمبيدات والاهتزازات والإشعاع غير المؤين و المجالات الكهرومغناطيسية [29].

الأسباب المسماة ما بعد الخصية:

هذه حالات أو آفات تمنع إخلاء الحيوانات المنوية إلى الصماخ البولية بينما يكون إنتاج الأمشاج طبيعيًا أو غير طبيعي. أنها تمثل ما يقرب من 40٪ من حالات فقد النطاف.

  1. القذف الرجعي

هذا تشخيص يتم استحضاره بشكل منهجي أمام حجم صغير من السائل المنوي. من الضروري البحث عن وجود الحيوانات المنوية في البول بعد القلونة. في حالة عدم وجود الحيوانات المنوية، يؤكد اختبار الفركتوز في البول أن القذف قد حدث بالفعل ويثير حالة فقد النطاف المصاحبة. يمكن أن يكون القذف الرجعي نتيجة لجراحة الحوض أو الاعتلال العصبي اللاإرادي المرتبط بداء السكري أو تناول دواء alpha bloquant.

  1. تعفنات والتهابات الجهاز التناسلي:

وتسبب ما يقرب من 15٪ من نقص الخصوبة عند الذكور. يتم البحث عن الأصل المعدي لفقدان النطاف عن طريق فحص بكتيري للمني، أو عينة مجرى البول أو البول المقذوف في بداية التبول. يمكن أن تكون العدوى سببًا لانسداد قنوات الحيوانات المنوية، وإنتاج الأجسام المضادة للحيوانات المنوية، ونقص النطاف، مما يؤدي إلى إجهاد مؤكسد ضار للحيوانات المنوية مما يؤدي إلى انخفاض في حركة الحيوانات المنوية (وهن النطاف) وانخفاض في قدرتها على التخصيب، وموتهم (نخر النطاف). يمكن أن تكون العديد من الجراثيم مسؤولة عن العدوى ولها تداعيات عابرة أو دائمة على الخصوبة [30].

  • عدوى المتدثرة الحثرية: تعد أكثر أنواع العدوى المنقولة جنسيًا. سريريًا، نجد التهاب الإحليل مع إفرازات واضحة في بعض الأحيان ولكن غالبًا ما تكون بدون أعراض. يتم الكشف عن طريق تفاعل البلمرة المتسلسل، وكذلك عن طريق كشف الأمصال. يمكن لهته التعفنات أن تتعقد بحدوث انسداد البربخ الذي لا رجعة فيه [31].
  • التهابات المكورات البنية: وهو مسؤول عن التهاب البربخ و/أو التهاب الإحليل الحاد المصحوب بإفرازات قيحية.
  • السل البولي التناسلي
  1. الصدمات

يمكن أن يكون للآفات الرضية في الحوض والبطن تداعيات على عمل الجهاز التناسلي الذكري وبالتالي على الخصوبة. كما يمكن أن تتورط العلاجات في حالة انسداد قنوات القذف في جراحة عنق المثانة أو البروستاتا أو أيضًا عقابيل انسداد الأسهر بعد علاج الفتق الإربي عند الطفل الصغير أو بعد جراحة خلف الصفاق أو ثقب في الشرج.

  1. الغياب الثنائي للأسهر

تمثل حوالي 15 إلى 30٪ من أسباب فقد النطاف الانسدادي. عندما لا يتم العثور على التخلق الكلوي، فإن السبب الموجود عند 80٪ من الرجال الذين يعانون من الغياب الثنائي للأسهر المعزول هو طفرة في جين ABCC7. يرمز هذا الجين لقناة CFTR الموجودة على الغشاء القمي للخلايا الظهارية المبطنة للغدد الخارجية. الأمراض التي تسببها الطفرات في جين ABCC7 هي صفة متنحية. تسبب عدم توازن في تركيزات الأيونات عبر الخلايا الظهارية. نتيجة لذلك، تصبح السوائل المفرزة أكثر لزوجة وفي النهاية تصبح قنوات الأسهَر محتقنة وربما تضمر أثناء الطفولة [32].

خاتمة

أسباب العقم و نقص الخصوبة عند الرجال متعددة. لقد تمكن العلم في السنوات الأخيرة من تفسير كثير من الحالات التي كانت لوقت قريب مبهمة. معظم هاته الحالات متعلقة بطفرات جينية معقدة. ينبغي إذن على الطبيب تتبع مسار تشخيصي صارم يبدأ بالبحث في سوابق المريض ثم فحص سريري بالإضافة إلى الفحص المخبري للمني. وفي بعض الحالات، ينبغي القيام بفحوصات إضافية مثل فحص الهرمونات التناسلية، وفحص البكتيريا والنمط النووي للصبغيات والفحص بالصدى للخصيتين و الحوض.

Références

1. Dupont C, Lévy R. Infertilité masculine. Encyclopédie médico-chirurgicale. 2019;10-032-E-10
2.Thonneau P, Marchand S, Tallec A, et al. Incidence and main causes of infertility in a resident population (1,850,000) of three French regions (1988–1989). Hum Reprod. 1991;6:811–6.
3.Boehm U, Bouloux PM, Dattani MT, de Roux N, Dodé C, Dunkel L, Dwyer AA, Giacobini P, Hardelin JP, Juul A, Maghnie M, Pitteloud N, Prevot V, Raivio T, Tena-Sempere M, Quinton R, Young J. Expert consensus document: European Consensus Statement on congenital hypogonadotropic hypogonadism--pathogenesis, diagnosis and treatment. Nat Rev Endocrinol. 2015 Sep;11(9):547-64.
4. Salvenave S, Droumaguet C, Néraud B, Chanson P, Young J. Les hypogonadismes hypogonadotropes acquis. Med reprod. 2007;9:329-36.
5. Raivio T, Falardeau J, Dwyer A, Quinton R, Hyes FJ, Huges VA et al. Reversal of idiopathic hypogonadotropic hypogonadism. N Engl J Med. 2007;357:863-73.
6. Bouligand J, Ghervan C, Tello JA et al. Isolated familial hypogonadotropic hypogonadism and a GNRH1 mutation. N Engl J Med. 2009;360(26):2742-8.
7. Lewkowitz-Shpuntoff HM, Hughes VA, Plummer L et al. Olfactory phenotypic spectrum in idiopathic hypogonadotropic hypogonadism: pathophysiological and genetic implications. J Clin Endocrinol Metab. 2012;97(1):E136-44.
8. American Urological Association, American Society for Reproductive Medicine. Report on optimal evaluation of the infertile male. Fertil Steril. 2006;86(5):S202‑9.
9. Bearelly P, Oates R. Recent advances in managing and understanding Klinefelter syndrome. F1000Res. 2019; 8:F1000 Faculty Rev-112.
10. Zhang X, Liu X, Xi Q et al. Reproductive outcomes of 3 infertile males with XYY syndrome: Retrospective case series and literature review. Medicine (Baltimore). 2020;99(9):e19375.
11. Mohammadpour Lashkari F, Sadighi Gilani MA, Ghaheri A et al. Clinical aspects of 49 infertile males with 45,X/46,XY mosaicism karyotype: A case series. Andrologia. 2018;50(5):e13009.
12. Mayeur A, Ahdad N, Hesters L et al. Chromosomal translocations and semen quality: A study on 144 male translocation carriers. Reprod Biomed Online. 2019;38(1):46‑55.
13. Martin RH. Cytogenetic determinants of male fertility. Hum Reprod Update. 2008;14(4):379‑90.
14. Armanet N, Tosca L, Brisset S et al. Small Supernumerary Marker Chromosomes in Human Infertility. Cytogenet Genome Res. 2015;146:100-108.
15. Vorona E, Zitzmann M, Gromoll J et al. Clinical, endocrinological, and epigenetic features of the 46,XX male syndrome, compared with 47,XXY Klinefelter patients. J Clin Endocrinol Metab. 2007;92:3458-65.
16. Colaco S, Modi D. Genetics of the human Y chromosome and its association with male infertility. Reprod Biol Endocrinol. 2018;16,14.
17. Mitchell MJ, Metzler-Guillemain C, Toure A, Coutton C, Arnoult C, Ray PF. Single gene defects leading to sperm quantitative anomalies. Clin Genet. 2017 Feb;91(2):208-216.
18. Ray PF, Toure A, Metzler-Guillemain C, Mitchell MJ, Arnoult C, Coutton C. Genetic abnormalities leading to qualitative defects of sperm morphology or function. Clin Genet. 2017 Feb;91(2):217-232.
19. Coutton C, Escoffier J, Martinez G et al. Teratozoospermia: spotlight on the main genetic actors in the human. Hum Reprod Update. 2015;21(4):455-485.
20. Marques CJ, Carvalho F, Sousa M, Barros A. Genomic imprinting in disruptive spermatogenesis. Lancet. 2004;363:1700-2.
21. Kidd SA, Eskenazi B, Wyrobek AJ. Effects of male age on semen quality and fertility: a review of the literature. Fertil Steril. 2001 ; 75: 237-48.
22. Mieusset R, Bujan L, Mansat A, Pontonnier F. hyperthermie scrotale et infécondité masculine. Progrès en urologie. 1992;2:31-6.
23. Ku JH, Kim YH, Jeon YS, Lee NK. The preventive effect of systemic treatment with interferon-alpha2B for infertility from mumps orchitis. BJU Int. 1999;84:839–42.
24. Nevoux P, Robin G, Gonheim T, Boitrelle F, Rigot J-M, Marcelli F. Varicocèle et infertilité: mythe ou réalité? Progrès en urologie. 2009;19:126-30.
25. Hadziselimovic F. Early successful orchidopexy does not prevent from developing azoospermia. Int Braz J Urol. 2006;32(5):570–3.
26. Baker JA, Buck GM, Vena JE, Moysich KB. Fertility patterns prior to testicular cancer diagnosis. Cancer Causes Control. 2005;16:295-9.
27. Huyghe E, Matsuda T, Daudin M et al. Fertility after testicular cancer treatment results of a large multicenter study. Cancer. 2004;1000:732-7.
28. Sepaniak S, Forge T, Fontaine B et al. Impact négatif du tabac sur la fertilité masculine : des spermatozoïdes à la descendance. J Gynecol Obstet Biol Reprod. 2004;33:384-90.
30. El-Helaly M, Awadalla N, Mansour M, El-Biomy Y. Workplace exposures and male infertility - a case-control study. Int J Occup Med Environ Health. 2010;23(4):331-8.
31. Pellati D, Mylonakis I, Bertoloni G, Fiore C, Andrisani A, Ambrosini G, et al. Genital tract infections and infertility. Eur J Obstet Gynecol Reprod Biol. 2008;140:3–11.
32. Goulet V, Laurent E, Semaille C. Augmentation du dépistage et des diagnostics d'infections à Chlamydia Trachomatis en France: analyse des données Rénachla 2007-2009. BEH. 2011; 26-27-28:316-20.
33. Yu J, Chen Z, Ni Y et al. CFTR mutations in men with congenital bilateral absence of the vas deferens (CBAVD): a systemic review and meta‐analysis. Hum Reprod. 2012;27(1):25-35.

كاتب المقال:

محمد سقال : طبيب أستاذ علم الأنسجة و الأجنة و مورثات الخلايا بكلية الطب و الصيدلة و طب الأسنان بفاس و بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس.

أحمد لزرق : طبيب علم الأنسجة و الأجنة و مورثات الخلايا بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس.

كنزة بناني : طبيبة بمختبر التحليلات الطبية بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس.

توفيق هرموش : طبيب أستاذ علم الأنسجة و الأجنة و مورثات الخلايا بكلية الطب و الصيدلة و طب الأسنان بفاس و بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس.